الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الصين: قوة اقتصادية صاعدة

 الظروف الطبيعية 
 -         تتكون معظم التضاريس في الصين من جبال وهضاب و تلال (تمثل %80)
-         يتميز الصين الغربي بارتفاع مناطقه إذ يصل الارتفاع في الهملايا  إلى m 8848  بالنسبة للجبال اما الهضاب فيفوق ارتفاعها m 4000 إضافة الى احواض داخلية واسعة .
-         الصين الشمالية تتكون من سهول وهضاب منخفضة ( أهمها سهل منشوريا ) تتميز بتربتها الخصبة .
-         الجنوب الشرقي يتكون من التلال المنخفضة و التي يحيط بها شريط سهلي ساحلي ضيق .
-         تخضع الواجهة الشرقية للرياح الموسمية الصيفية تنتج علها تساقطات مهمة لإقامة زراعة غير مسقية  كما يوجد بهذه المنطقة اغلب السكان ونميز بين :
-         الصين الجنوبية يسود بها مناخ مداري وشبه مداري كما تتعرض لأعاصير التيفون وتتميز بكثرة التساقطات .
-         الصين الشمالية : يسودها مناخ معتدل بارد يتميز بتساقط الأمطار  بشكل غير منتظم كما ان هذا المناخ يلائم زراعة القمح .
-         تخترق الواجهة الشرقية عدة انهار أهمها نهر شانغ جيانغ اطول نهر في آسيا .
-         الصين الغربية يسودها مناخ قاري وجاف وتتعرض لزوابع رملية إضافة إلى الجفاف .
-         المجاري المائية أغلبها ضئيل المياه وتغلب حياة الترحال على نمط الحياة بالغرب .
-         رغم اتساع مساحة الصين وتنوع مناخها فإن الأراضي المزروعة لا تتجاوز %11 جلها في القسم الشرقي للبلاد كما تهدد الفلاحة الصينية ظاهرة الفيضان حيث حاولت الدولة المحافظة على التربة و الحد من خطر الجفاف و الفيضان .
-         تتوفر الصين على مواد أولية متنوعة : حيث يتميز استخراج الحديد بسهولته وارتفاع نسبة الركاز المعدني فيه كما ينتج الانتيموان (المرتبة الأولى عالميا ) و التينفستين و المنغيز و البوكسيت و الرصاص و الزنك ويوجد معظمها في الجنوب بالإضافة الى مواد أولية نباتية كالقطن و الحرير و النباتات الزيتية .
-         مصادر الطاقة متنوعة أهمها الفحم (أحد أكبر الاحتياطات في العالم ) وهو يساهم ب %74 من الطاقة المستهلكة في البلاد كما يتم استخراج البترول (يقدم %40 من الإنتاج الوطني ) الذي يصدر جزء من إنتاجه إلى الخارج وهو يساهم ب %21 من الطاقة المستهلكة في الصين .
-         تتوفر الصين على إمكانيات هامة لإنتاج الطاقة الكهربائية معظمها حرارية (%80 من الإنتاج الكهربائي ) بينما تبقى الكهرباء النووية ضعيفة .
-         تعد الصين من البلدان النووية منذ فجرت أول قنبلة نووية 1964 .
-         تقوم الصين بتصدير الفحم و البترول إلى أن أسعارها تبقى رخيصة على العموم ، كما تعد شبكة الكهرباء قديمة وغير كافية مما يؤثر صلبا على النشاط الصناعي .
     العوامل البشرية
  -         بدأ النمو الديمغرافي السريع في الصين منذ القرن 16 ميلادي بسبب انخفاض الوفيات و ارتفاع الولادات إلا أن الصينيون حاولوا تنظيم التزايد الطبيعي (ابتداء من 1962) حتى لا يفوق نسبة النمو الاقتصادي حيث قامت بسن سياسة الطفل الوحيد (منذ سنة 1979 ) مما أدى الى انخفاظ الخصوبة وتهدد البلاد بالشيخوخة كما أن الصين تضم أكبر تجمع سكاني في العالم .
-         يتجمع معظم السكان في المناطق الشمالية للبلاد وتبلغ نسبة سكان البادية %70 من مجموع السكان كما يوجد بالصين 34 مدينة مليونية (تضم مدينة شنغهاي 13 مليون نسمة وتعتبر ثاني أكبر مدينة في آسيا بعد طوكيو)    .
-         يعرف نمو المدن الكبرى تباطئا بسبب تخوف الصين من تضخم المدن الذي يؤدي الى أزمة السكن و إلى ظهور مدن الصفيح كما شجع الصينيون  الصناعة القروية لتقليل من التباين بين المدن و البوادي
 التنظيم الاشتراكي :
-         بدأ البناء الاشتراكي في الصين سنة 1949 حين وصل الحزب الشيوعي إلى الحكم .
-         تميزت المرحلة الأولى (1952-1949 ) في القضاء على علاقات الإنتاج الإقطاعية و الرأسمالية و تأميم أهم القطاعات الصناعية و التجارية .
-         اعتمدت المرحلة الثانية (1957-1953) الطريقة السوفياتية حيث اعتمدت على الصناعة الأساسية و التجهيزية ونظمت الفلاحة في إيطار تعاونيات و ضيعات تابعة لدولة كما استفادت في هذه المرحلة من المساعدات السوفياتية .
-         تميزت المرحلة الثالثة  (1962-1952) بدخول التجربة الاشتراكية الجديدة التي تهدف الى اللحاق بالدول المتقدمة صناعيا بالاعتماد على الصناعات الحديدية و الطاقة البشرية ضم التعاونيات الفلاحية بما عرف ب "الكومونات الشعبية " صاحب هذه المرحلة عدة صعوبات اقتصادية منها تعرض لبعض الكوارث الطبيعية  و السحب المفاجئ للمساعدات السوفياتية مما أدى إلى انخفاض إنتاج الفلاحي كما أن الإنتاج الصناعي لم يتطور كما كان مقررا مما أدى إلى إعادة النظر في التنظيم الاقتصادي ودخول مرحلة الاصلاح  .
-         بدأت الإصلاحات في الصين بعد وفاة ماوتسي تونغ (1976) التي بدأت من الميدان الفلاحي(1978) 
-         في الفلاحة بدأ الزول تدريجي للكومونات الشعبية إلى أن انقرضت نهائيا (1984) و ظهرت محلها "المستغلات العائلية" التي مكنت من امتلاك بعض أدوات العمل واستئجار يد عاملة فلاحية كما شجعت هذه المستغلات على التخصص المعين كتربية الماشية أو زراعة الخضر و الفواكه أو غيرها كما أن الفلاح يقوم بأنشطة أخرى غير فلاحية وهو ملزم ببيع قسم من انتاج للسلطات بسعر محدد مسبقا قطاع الدولة لم يعد يساهم سوى بقسط ضئيل من الإنتاج الفلاحي إلا أن الدولة ما زال لها دور أساسي في مجال أعمال التهيئة وبناء المركبات السقوية الكبرى وتحسين القدرة الشرائية للفلاحين و الحد من الهجرة القروية .
-         أدت هذه الإصلاحات إلى ارتفاع إنتاجية  العمل الفلاحي وتزايد مداخيل الفلاحين و ازدادت قيمة الإنتاج الفلاحي .
-         القطاع الصناعي ما تزال مؤسسات الدولة هي الغالبة على هذا القطاع إضافة إلى "المؤسسات الجماعية القروية" التي تنتشر في البوادي إضافة الى "المؤسسات المختلطة" ذات الرأسمال المالي الصيني و الأجنبي .
-         استهدف الإصلاح في القطاع الصناعي زيادة الإنتاجية وإعادة التوازن بين المسؤولية في مؤسسات الدولة بمنحها الاستقلال التدريجي في التسيير فبدأ تدخل الدولة بتراجع لكنه ظل يساند القطاعات الحيوية مثل الصناعة الأساسية و الطاقة و المواد الأولية والنقل .
-         أدت هذه الإصلاحات إلى ارتفاع الإنتاج الصناعي وتنوع المنتوجات .
-         القطاع التجاري بدأ بتحرير تجارة المنتجات الفلاحية (1978)  بيع الإنتاج في أسواق حرة %68 من الإنتاج سنة 1993 و إصلاح المؤسسات الصناعية 1987 فتأثرت التجارة الخارجية للصين و التي استهدفت تشجيع الصناعات الموجهة لتصدير وتعويض الواردات بالمنتجات المحلية .
-         كما نهجت الصين سياسة الانفتاح و التعاون الاقتصادي  و التبادل التكنولوجي فانضمت الصين الى "صندوق النقد الدولي" و " البنك الدولي" (سنة 1980) و أحدثت في نفس الفترة "المناطق الاقتصادية الخاصة " في الجنوب لتشجيع دخول و استقرار الاستثمارات الأجنبية وهكذا أصبح التنظيم الاقتصادي الصيني يتميز بالتحول نحو الاقتصاد المختلط و الذي سمي ب "اقتصاد السوق الاشتراكي".
   الأنشطة الاقتصادية
 الفلاحة
-         تشغل الفلاحة %63 من السكان النشيطين وتساهم ب %24 من الناتج الوطني الإجمالي كما تعتبر قطاعا أساسيا في الاقتصاد الصيني .
-         رغم بعض المشاكل التي تعاني منها الفلاحة كالمشاكل الطبيعية وقدم الأساليب و التقنيات فإنها قد عرفت تطورا كبيرا بفضل عمليات التهيئة و استصلاح الأراضي و الإصلاحات الفلاحية المطبقة في الثمانينات .
-         تمثلت الإصلاحات في توسيع المساحة المزروعة ومحاربة تعرية التربة تشييد سدود كبيرة على الانهار الرئيسية وتوسيع شبكة الري و استعمال البذور المنتقاة ومبيدات الحشرات واستعمال الأسمدة واستغلال الطاقة البشرية أدت هذه الإصلاحات  إلى  توسيع مجال زراعة الأرز و ازدهار زراعة القطن في الشمال كما تطورت مزروعات أخرى وعرفت تربية الماشية تطورا ماحوظا .
-         ظهرت بعد المشاكل الفلاحية الجديدة (1985)  تجلت في قلة الاستثمارات الفلاحية وصغر المستغلات الفلاحية وتدني مستوى صيانة البنيات التحتية كقنوات السقي مما أدى الى بطئ نمو الإنتاج الفلاحي .
-         تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الحبوب (56 مليون طن سنة 1993) ويغطي الأرز نسبة %32 من الأراضي المزروعة وهو بذلك يحتل الصف الأول كما تحتل زراعة القمح %32 من الأراضي المزروعة وتغطي الذرة %22 من المساحة المزروعة .
-         شجعت الدولة زراعة واستهلاك البطاطس ، تنتشر زراعة الخضروات حول المدن الكبرى أما الفواكه فتنتشر في جنوب الصين إلا أن إنتاجها لا يزال ضئيلا .
-         المزروعات الصينية : تحتل الصين المرتبة الثانية في إنتاج الفول السوداني  ، كما تنتج الصوجا و الشمندر السكري (الرتبة 7 عالميا) وتحتل المرتبة الثالثة في إنتاج السكر رغم ضعف انتاجيته كما يقدم الصين %70 من إنتاج الحرير الطبيعي في العالم و يحتل إنتاج الحوت المرتبة الثالثة عالميا وقد بذلت مجهودات كبيرة لتطوير إنتاج القطن .
-         تربية الماشية : عرفت تطورا ملحوظا بفضل استعمال أساليب حديثة ومع ذلك يظل قطيع الماشية غير كاف بالنظر لضخامة السكان .
-         تعرف الفلاحة بعض المشاكل مثل النقص في عدد الجرارات وخطر الجفاف و الفيضانات .
     الصناعة     
-         أعتمدت الصين في البداية على الصناعة الأساسية عملا بالنموذج السوفياتي للتصنيع وتوفر الصين على ثروات طبيعية كبيرة (بعد سنة 1949 ) و قد بدأت بالاهتمام بالصناعة الاستهلاكية (1978) لتلبية الطلب الداخلي ودعم الصادرات في هذا القطاع وهكذا أصبحت الصناعات الأساسية و الاستهلاكية تحقق نصف الإنتاج الصناعي العام . 
-         تعاني الصين من التأخر التكنولوجي لتجهيزاتها الصناعية حيث أن معظم الوحدات الصناعي الكبرى موروثة عن النموذج السوفياتي وقد قررت الصين استراد التكنولوجيا الغربية (1978) وخصوصا تحديث التجهيزات الصناعية إلا أن هذه الإصلاحات يعوقها افتقار الصين لمهندسين و تفنين قادرين على استعاب التكنولوجيا الغربية و انتشار الوحدات الإنتاجية الصغرى في المجال الصناعي مما يفسر ضعف جودة المنتجات و الاستهلاك المفرط لطاقة .
-         بدأت الصين تستقبل الاستثمارات الأجنبية مع التكنولوجيا المتطورة في إيطار سياسة الانفتاح الاقتصادي وقيام بشراكة بين المؤسسات المحلية و الأجنبية وشراء براءات الاختراع من الخارج وتقليد المخترعات الغربية .
-         الصناعة النسيجية تحتل مركز الصدارة و يأتي القطن في مقدمتها(أول منتج عالمي للقطن الصوفي )   
حيث يحقق %30 من الإنتاج العالمي كما يعرف الحرير تقدما ملموسا ويتجه كل الإنتاج نحو التصدير أما النسيج الاصطناعي فيحتل المرتبة الثالثة عالميا (سنة 1994).
-         صناعة الصلب : يتركز الإنتاج في مركبات ضخمة قرب مناجم الحديد و الفحم أو على الساحل أما الصلب في البوادي فيتميز برداءته .
-         الصناعة الميكانيكية : تنتج الآلات و الأدوات المرتبطة بتجهيز المصانع و الضيعات الفلاحية وقد عرفت صناعة السيارات تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة .
-         أما صناعة السفن فقد عرفت تطورا هاما في السنوات الأخيرة حيث تحتل المرتبة الثالثة عالميا (سنة 1994) .
-         الصناعة الكهربائية و الإلكترونية : عرفت تطورا هاما في السنوات الأخيرة حيث تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الآلات الفسيل و المرتبة الثانية لإنتاج التلفزات الملونة و المرتبة السادسة لإنتاج الثلاجات .
-         الصناعة الكيماوية : تحتل المرتبة الأولى عالميا بالنسبة للأسمدة الضرورية للفلاحة و المرتبة الثانية لإنتاج الإسمنت لكن هذه الصناعة لا تزال ضعيفة بالنسبة لحاجات البلاد .
-         تشغل الفلاحة %21 من السكان النشيطين وتساهم ب %48 من الناتج الوطني الإجمالي وتحتل الصين بذلك المرتبة السادسة عالميا من حيث حجم الإنتاج الصناعي .
 التجارة الخارجية :  
-         استفادت التجارة الخارجية للصين من الإصلاحات الاقتصادية التي دشنتها سنة 1978 و التي استهدفت إدماج الاقتصاد الوطني في الاقتصاد العالمي عن طريق الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية و تشجيع الصادرات و الإصلاح النقدي مما أدى إلى تضاعف حجم المبادلات الخارجية و ارتفاع  نسبة مساهمة التجارة الخارجية في الناتج الوطني الإجمالي ورغم ذلك فالصين لا تساهم سوى ب %2،7 من حجم التجارة العالمية (المرتبة 10 عالميا) .
-         يتأرجح الميزان التجاري الصيني بين الفائض و العجز ، العجز يرتبط بالمبادلات مع الدول المتقدمة أما الفائض فيرتبط بالمبادلات مع الدول النامية و قد لجأت الصين إلى الاقتراض الخارجي مما أدى إلى تزايد مديونتها .
مشاكل الاقتصاد الصيني
     المواصلات
-         شبكة المواصلات ضعيفة بسبب شساعة مساحة البلاد وتباين الثروات الطبيعية و السكان مما يشكل عائقا أمام التنمية السريعة للبلاد حيث لا يزال دور الطرق السيارة ثانويا لقلة السارات و الشاحنات وتركزها في الواجهة الشرقية على الخصوص .
-         تتوفر الصين على طرق نهرية جلها في الجنوب بينما تظل الموانئ الصينية ضعيفة التجهيز على العموم .
 عدم توازن النمو الاقتصادي في المناطق الصينية
-         التباين الإقليمي بين الواجهة الشرقية و المناطق الداخلية وسط البلاد وغربها بسبب التباين الطبيعي بين الواجهة الشرقية و المناطق الداخلية وتباين الاستقرار البشري وضعف شبكة المواصلات .
-         أدى التباين الإقليمي إلى جانب سياسة الانفتاح على حصول هذه على%80 من الاستثمارات و التكنولوجيا المنقولة إلى الصين .
-         استفادت الواجهة الشرقية بالقسط الأوفر من النمو الاقتصادي كما استفادت المدن من هذا النمو أكثر من البوادي مما أدى  إلى اتساع الفوارق الاجتماعية وتزايد البطالة .
 ظهور مشاكل جديدة 
تتمثل في النمو المرتفع للاقتصاد مما أدى إلى التضخم الصناعي و تقهقر الحسابات الخارجية إضافة إلى عجز الميزان التجاري و ازدياد الواردات .  







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق